2007/10/29

اللحية السعيدة

حنظلة هو الإسم الغير رسمي لأحد معارفي المتدينين, وهو بالمناسبة ينتمي إلى صعيد مصر. لذلك قررت في العيد أن أداعبة و أرسل له الرسالة التالية على المحمول ...
قرر الصعايدة الإفطار مبكرا بعد رؤيتهم للهلال على إحدى سيارات الإسعاف.
لكنني فوجئت به يبعث إلي برسالة متجهمة تحتوى على الأية الكريمة ... لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم.

في الواقع ما دفعني للكتابة عن تلك الحادثة هو الجدل الدائر حول قصيدة الشاعر - المجهول بالنسبة لي - حلمي سالم و المسماة بشرفة ليلى مراد ... و ها هو المقطع أس المشاكل في القصيدة ...
الأحرار
الرب ليس شرطيا
حتى يمسك الجناة من قفاهم،
إنما هو قروى يزغط البط،
ويجس ضرع البقرة بأصابعه صائحا:
وافر هذا اللبن
الجناة أحرار لأنهم امتحاننا
الذى يضعه الرب آخر كلّ فصلٍ
قبل أن يؤلف سورة البقرة
فهذا الجدل هو أيضا تجسيد للنظرة الخاصة للأمور التي يتبناها حاملي سيوف الدفاع عن العقيدة و التدين.
ففي كثير من الأحيان تتوقف أعينهم عند الإطار الخارجي للوحة دون النظر لما بداخل هذا اللإطار من رسم.
و غالبا ما تكون نظرتهم تجاه الإطار كافية لأن يشهروا سيوف التكفير بوجه الناس.

وأنا هنا لا أدعي القدرة على تحليل الشعر لكن أعتقد أن عندي تسامح كافي لكي أفهم أن الشاعر يقصد أن الأحرار يروا أن الله حين خلقنا و وضع لنا التشريعات فهي بهدف إسعاد البشر و ليس عقاب المقصرين و الجناة الذين وجدوا بيننا كنوع من الإختبار.

بالتأكيد قد يري الكثيرين و أنا منهم ردائة الصورة الشعرية الموجودة في الأبيات لكن لماذا ينتقد هؤلاء الناس تكميم النظام لأفواه الناس و في نفس الوقت يقوموا هم بتكميم أفواههم بدعوى الدفاع عن الدين الزجاجي القابل للكسر بفعل قصيدة؟

لماذا تحولت رؤيتنا للتدين إلى لحى تكمم البسمة على الوجوه و تمتد لتشكل غمامة حول العقول؟

2007/10/26

عناوين الأخبار

عناوين الأخبار و صياغتها هي المفتاح السحري للتأثير على القارئ و من ثم الرأي العام. فمن الممكن أن تتناول صحيفتان خبرا معينا لكن إختلاف عنوان الخبر في كل منهما قد يؤدي إلى تباين تأثيره في من يقرأه.

فعلى سبيل المثال هناك خبر في موقع مصراوي عن شخص حاول اللجوء السياسي لإسرائيل و شاءت الظروف أن يكون هذا الشخص قبطي و من هنا فضل الموقع أن يكون عنوان الخبر كالتالي:
القبض على شاب قبطي حاول اللجوء للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة
و السؤال هنا, هل كون هذا الشخص قبطي أو مسلم يعني شيئا بالنسبة للخبر نفسه. أغلب الظن - إن لم أكن سيء الظن - أن عنوان الخبر تمت كتابته هكذا لأسباب تجارية لكي يكون أكثر إثارة و يدفع ناس أكثر لترك تعليقات مثل التعليق التالي عليه:
"يعني سكن وساكنين عيشه وعايشين أكل وأكلين شرب شاربين شغل شغالين مصيف مصيفين تعليم متعلمين كل حاجه لينا هما فينا معنا؛مش فاهم اضطهاد ايه بقى اللى بيعانوا منه يعني؟"
أو أن يفضل البعض وضع تعليق أكثر تطرفا كهذا:
"وبعدين المسحيين عاوزين اية تانى مش كفاية انهم عايشين معانا
كفاية فتنه"
وهنا يحضرني قول الشاعر المجهول و المطرب ذو الحس المرهف شعبولا
عناوين الأخبار ... قتل و موت و دمار

2007/10/22

أحلام حقيقية


يوم الجمعة الماضي قررت الذهاب إلى السينما, كان ذلك بعد تجربة غير موفقة مع أفلام العيد حين شاهدت فيلم عجيب إسمه الأولة في الغرام قبلها بعدة أيام. لم أكن قد قررت بعد وجهتي من الأفلام المتيقية و إن كانت ترشيحات أمي و أختي منصبة نحو فيلم أحلام حقيقية في حين فضل أبي إختلاق أي حجة من أجل عدم الذهاب إلى السينما. في الحقيقة أنا لم أكن متحمس للفيلم فداليا البحيري مش بتنزللي من زور و وصف الناس له بأنه فيلم رعب كان يدفعني للإعتقاد بأنه سيكون فيلم رديئ فمثل هذه النوعية من الأفلام تحتاج لميزانية كبيرة و تقنيات معينة لا تعرفها السينما المصرية. لكنه كان الخيار الوحيد وسط أفلام من نوعية كلب و أربع قطط و عصابة الدكتور عمر و أخري إستمر عرضها بعد موسم الصيف مثل كركر و البلياتشو حتي أوشكت على التعفن.


لكن من أول لحظة في الفيلم أدركت أنني مقبل على مشاهدة فيلم مختلف فحركة الكاميرة و الألوان كانت تدل على أن محمد جمعة مخرج الفيلم نجح في خلق جو عام لم نعتده من قبل في أفلامنا. و رغم كونه أول أعماله الإخراجية فإن جودة الصورة كانت في حد ذاتها متعة كبيرة بالنسبة لشخص يدعي حبه للتصوير الفوتوغرافي مثلي. أعتقد أنه من الأفضل وصف الفيلم بأنه مزيج من الخيال العلمي و الإثارة فهو بأي حال من الأحوال لا يمكن تصنيفه ضمن أفلام الرعب بمفهومها التقليدي. عادة في أفلام الحركة أو الإثارة المصرية يتم الإعتماد على الكوميديا من أجل التغطية على ردائة الخدع السينمائية أو ضعف الحبكة فلو تم إنتقادهم سيكون ردهم "فكك إحنا بنهرج", و هو ما لم يكن موجودا في الفيلم الحمد لله. أداء الممثلين كان أيضا جيدا خاصة خالد صالح و حنان ترك - هذا الفيلم كان أخر أعمالها قبل إرتدائها للحجاب - و الغريب بالنسبة لي أن داليا البحيري و فتحي عبد الوهاب كانوا مهضومين على حد قول إخواننا اللبنانية. قد لا تكون القصة أو الحبكة متقنة جدا لكنها مقبولة, ورغم أن أمي غلبها النعاس أثناء الفيلم و أن أختي لم تكن معجبه به بالقدر الكافي لكنني أعتبرة واحد من أفضل الأفلام العربي التي شاهدتها في الفترة الأخيرة.

أخيرا تحقق حلمي برؤية فيلم عربية لا يرتدي فيه رجل ذي راقصة و يصر علي إضحاك الناس غصم و إقتدار و لا يحب فيه إبن الخولي بنت الباشا و يغني لها طول الفيلم.

2007/10/18

رومانسية المطر

المطر هو قمة الرومانسية
ففيه يمكنك الرقص مع حبيبتك داخل مستنقعات الوحل حتى تتحول ملابسكما إلى اللون الأسود الجميل
و فيه يمكنك أن تهديها بوكيه ورد بعد أن تنثر عليه السيارات قطرات المياة الراكدة و كأنها خليط من عطور فرنسية
و فيه تتهادي السيارات ببطء حتي يتسنى لك البقاء معها أطول وقت ممكن
و فيه تتساقط أوراق الشجر بما فوقها من طين و مخلفات الطيور لتكون تاجا فوق رأسك و رأسها
و فيه ... هممم ... هو مين العبيط إل قال إن المطر هو قمة الرومانسية!؟


2007/10/13

معايدة العيد

كل سنة و إنتم طيبين

المعايدة في القاموس المصري هي الإتصال بالأهل و الأصدقاء و تهنئتهم بالأعياد و المناسبات خاصة الدينية منها

قديما كانت تتم عن طريق التليفون, وكانت غالبا ما تكون الخطوط مشغولة, وتتحول المكالمة من تهنئة بالعيد إلى الشكوى من سوء خطوط التليفون. وفي حالة وجود بعض الأهل خارج حدود الوطن كان الناس يذهبوم للسنترال لإجراء تلك المكالمات. وفي السنترال كانوا ينتظرون في طابور طويل حتى يأتي دور العائلة سعيدة الحظ لكي تحشر نفسها في كشك صغير من إجل إجراء مكالمة تليفونية ثم الصياح و العويل من داخل الكشك حتي يستطيع الطرف الأخر سماعهم عبر الخطوط الدولية الرديئة

ومع تطور الزمن و ظهور التليفون المحمول برسائلة النصية القصيرة الذي إرتدى عباءة منقذ البشرية من براثن التليفون أبو قرص. فبضغطة واحدة من إصبعك يمكنك بعث رسالة لعشرات الأشخاص. وفي البداية كانت تلك الرسائل تكتب باللغة الإنجليزية نظرا لأن الهواتف المحمولة معظمها لم يكن يدعم اللغة العربية. و في الأغلب كانت تتكون من كلمات قليلة و عبارات رسمية. ثم ظهرت بعد ذلك رسائل الأسكي أرت, وهي تلك الرسائل التي يتم فيها رسم أشكال و عبارات بإستخدام الحروف و الفواصل و النقط. ولكن كي تستطيع قرأة تلك الرسائل كان يجب عليك أن يكون عندك موبايل نفس نوع موبايل مرسلها. وأعتقد أن رسائل الأسكي بجانب نغمات ما قبل الإم بي ثري كانت أحد أهم الأسباب التي جعلت المصريين يتفقوا فيما بينهم على عدم شراء أي هاتف محمول غير نوكيا. ثم ظهرت بعد ذلك لغة الضاد في الهواتف المحمولة ومع ظهورها ظهرت نوعية جديدة من الرسائل - أظن أنها مستوردة من دول الخليج العربي - وهي الرسائل العربية المسجوعة على شاكل, "عيد سعيد, ثياب جديد, عمر مديد, ضحك بلا تنهيد, حذاء فريد, مقتول شهيد, إبراهيم سعيد", وهي غالبة ما تكون عبارات ركيكة غير مفهومة بهدف المعايدة. ثم ظهرت بعد ذلك رسائل الملتيميديا و تكنولوجيا الجيل الثالث و الجيل الثالث شرطة و الجيل الثالث و سبعة من عشرة لكن المعايدة لم تتأثر بها. ربما لأسباب إقتصادية أو لأنها ظهرت في ظل وجود منافس جديد وهو كتاب الوجه المعروف بإسم الفيس بوك الذي ينتمي بدوره لما يعرف بإسم الشبكات الإجتماعية و الويب إتنين. ومن أهم مميزاتة أنه يمكنك إرسال ما لذ و طاب من صور أو عبارات مسجوعة أو حتي فيديو به راقصة إستربتيز على حوائط أشخاص لم ترى معظمهم وجها لوجة دون أن تدفع مليما. لكنه إلى الأن لم يتمكن من إقصاء رسائل المحمول بصورة نهائية نظرا لأن الثقافة الكمبيوترية النتاوية لم تنتشر إلى الأن في ربوع مصر المحروسة كإنتشار المحمول الذي أصبح حق مكفول لكل مصري كالماء و الدواء.

لكن يا ترى يا هل ترى ما هي التكنولوجا القادمة التي ستستأثر بسوق المعايدة خاصة أن شركات المحمول و شركات الدي إس إل لن تتنازل بسهولة عن حقها في القروش القليلة القابعة داخل جيب المواطن المصري. و الناس في المقابل لن تتوقف عن البحث عن طرق جديدة للتواصل إما في سبيل التوفير أو بهدف المنظرة أو الإثنين معا

2007/10/11

عيد ميلاد الزلزال

كل سنة و إنتم طيبين
عشان العيد
و كمان عشان بكرة عيد ميلاد الزلزال
زلزال أكتوبر 1992
ياااااه
15 سنة فاتوا بسرعة كده!!
أنا لسه فاكر يومها كنت راجع في أتوبيس المدرسة
طبعا الأتوبيس بيتزلزل منغير زلزال
عشان كده كنت مستغرب قوى لما لقيت الناس كلها مخضوضة لما رحت البيت
بعد كدة سمعنا في الأخبار عن بيوت كتير وقعت بسبب الزلزال
والناس كانت مستعدة تنزل الشارع بالبيجاما لو حد عطس
وكانت الدنيا كلها بتكلم عن أكثم إل فضل كام يوم تحت الأنقاض
يا ترى فين أكثم دلوفتي!؟
و فيه واحده ست جابت ولد سمته محمد زلزال
في المدرسة قعدوا يعلمونا نعمل إيه لو قام زلزال تاني
وظهرت كلمة جديدة في القاموس المصري إسمها ريختر
كل 15 سنه وإنتم طيبين
و مانشوفش وش الزلزال تاني