2011/01/15

أكمل الأبيات التالية: إذا الشعب يوما أراد الحياة

كلمات أبي القاسم الشابي تدوي في أذني و أنا أشاهد تسارع الأحداث في تونس، فهاتان البيتان من إحدى قصائده كانا كفيلان بتخليد إسم الشاعر الذي توفي و عمره لم يتجاوز الخامسة و العشرين.

إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي، ولا بد للقيد أن ينكســر


لكن كلمات الشاعر تذكرني أيضا بمدرس اللغة العربية في مدرستنا الذي طالما إعترض عليها، و أخذ يحذرنا منها، فالقدر لا يستجب لإرادة البشر و ترديد تلك الكلمات فيه نوع من الكفر و الشرك و الإلحاد.

و اليوم مع إنتفاضة الشعب التونسي التي أشعلها حرق الشاب محمد البوعزيزي لنفسه في بلدة "سيدي بوزيد" إعتراضا على إهانته و عدم قدرته على إيجاد فرصة عمل و حياة كريمة، اليوم و رغم أنني لا أدري أين مدرس اللغة العربية الآن، إلا أنني أرى أفكاره حية تنبض في هولاء الذين لم يروا في تلك الأحداث سوى أن البوعزيزي قد إنتحر و بالتالي فهو أثم بل كافر.

أنا هنا لا أريد الدخول في جدليات فقهية، فمشكلتي ليست مع هذا الرأي الفقهي أو ذاك، لكن مشكلتي مع النظرة الضيقة التي تتشبث بتفاصيل معينة و تتناسى الصورة الكاملة، ألا ترى أن إختيار البعض لتلك التفاصيل دون غيرها و تشبهم بها - مع إمكانية كونهم على صواب - هو السبب في نجاح إنتفاضة الشعب التونسي و عدم نجاح أي إنتفاضات مماثلة في باقي الدول العربية التي تعاني مثلها مثل تونس من نير الإستبداد و الذل؟