2012/05/26

بين المرشد وشفيق

ظل هاجس وصول شفيق ومرسي للإعادة يطاردني لفترة قبل الإنتخابات، كنت أطرده إلا أنه زارني يوما في أحلامي وأيقظني مفزوعا، فقد كان أسواء السيناريوهات، وهو الإختيار صفر، بين سيء وأسوأ.
والآن قد وقع المحظور للأسف.


منذ الأمس وهناك عملية إبتزاز سياسي يقوم بها الكثيرون من حولي، في الواقع، هذا الإبتزاز موجود منذ فترة ومن قبل التصويت، لكن علا صوته بالأمس، وهو يتلخص في الآتي، شفيق هو النظام السابق بكل ما فيه من سيئات، وبالتالي التصويت لمرسي هو الأمل الوحيد للتخلص من هذا الكابوس ... كما كان يلاعبنا حسني مبارك بسيناريو أنا أو الفوضي، ها قد تعلم الإخوان نفس الدرس وأعادوا إنتاج نفس الخطاب بصورة تناسب العصر الحالي.

وكما كان مبارك صانع الفوضى التي يخيرنا بينها وبين نفسه، فالإخوان هم أيضا صانعي غول شفيق بطريقة ما أو بأخري. قل لي، من الذي أصر على خوض سباق الرئاسة بعناد طفولي، فتت فيه أصوات الناس أكثر والأهم أنه خلق حالة إستقطاب شديدة جعلت الكثيرين - وأنا لا أعفيهم من المسؤلية الجنائية والسياسية - يرتمون في أحضان شفيق؟ من الذي بيده البرلمان ولم يستخدمه سوى لبث الهلع وتأجيج حالة اللإستقطاب التي صبت في مصلحة شفيق ولم يضغط بقوة أكبر لعزله هو أمثاله من رموز النظام السابق؟ وأنا لا أتحدث عن شفيق فقط، فعندك النائب العام ووالوزارات بما فيها الداخلية، كلها لو كانت في صف الثورة لما سمحت بوجود هذا الشفيق في السباق ولربما كشفت تزويره أو تجاوزاته الإنتخابية التي لا أستبعد حدوثها.
طبعا أبو الفتوح خسر كثيرا من الأصوات لصالح مرسي، بجانب خيانة السلفيين لأبو الفتوح وعدم تصويتهم له.


وعودة لللإبتزاز السياسي، فأنا حر أن اري المرشحين بنفس السوء، ولا أقبل أن أتهم بخيانة الثورة أو بيع دماء الشهداء لو لم أصوت لأحدهما، فلا شفيق مع الثورة ولا مرسي من الشهداء. شفيق مسؤول سياسيا عن موقعة الجمل وما تلاها من مذابح، والمرسي وجماعته نقضوا الكثير من العهود مع الثوار بما فيها تعهدهم بعدم خوض سباق الرئاسة، فلا أنا مضطر لإعطاء صوتي لقاتل ولا لناقض العهد ولا لكاذب ولا لشاهد زور ولا لشيطان أخرس يسكت على القتل ولا لأي شخص لا يتفق مع مبادئي أي كانت الظروف.


وبالتالي فتعجبت كثيرا ممن أعطى تأييده على بياض لمرسي هروبا من رمضاء شفيق، فقد أقبل بفكرة أن يصوت الناس لمرسي بعد تقديمه لضمانات وتطمينات للناس، فهو حل بالتأكيد أهون من تصويتهم لشفيق أو مرسي بلا مقابل. أعرف أن الكثيرين سيعتبرون هذا الأمر دناوة سياسية، لكن ألم أقل لكم أننا نختار بين سيء وأسواء، وأنا هنا لا أبحث مصالح جماعة أو حزب بعينه، لكن مصالح مشتركة لغالبية المصوتين لغير المرسي وشفيق، وبالتالي لست متحمسا لفكرة ضم أبو الفتوح أو صباحي أو غيرهم كنواب، فأظن أن من صوت لأي منهم يهمه أهدافه ومصالحة هو أكثر من مصلحة من صوت لهم، وبالتالي أتخيل الضمانات أن تدور حول شكل لجنة الدستور ومدنية الدولة ومقاضاة رموز النظام السابق وعزلهم وتنفيذ مطالب الثورة المرتبطة بالعدالة الإجتماعية وهو كلها أمرو ليست موجودة بقوة على أجندة الإخوان وبرلمانهم، لكن قلما نختلف عليها نحن من لنا حق التصويت.

كالعادة، التكتيك القادم لمن هم ضد تلك الفكرة سيكون كالتالي، أولا مزيد من الإبتزاز السياسي ووصم كل من سيمتنع عن التصويت بالخيانة والفلول وبيع الثورة، ثانيا سيسهبوا في بحث أليات التفاوض وطرح أسئلة سفسطائية من نوعية هل يكون التفاوض مع مرسي وشفيق بالتوازي أم مع أحدهم دون الأخر، وهي كلها أمرو لا تعنيني، ففي رأيي التفاوض هو على الوقوف خلف مرسي مع تقديم بعض الضمانات من جانبه أو المقاطعة، لكن مع جعل كل الخيارات مفتوحة أيضا لمن يشاء، فتقنيا كلما قيدت خياراتك في مرحلة التفاوظ كلما أضعفت موقفك.


وفي النهاية كما يقول الثورا، يسقط الرئيس القادم أي كان إسمه، فنحن لن نخلق فرعونا جديدا أيا كان

هناك تعليق واحد:

yosef يقول...

مساء الخير

لا تقلق ابدا
فرج الله قريب
والشعوب ستنتصر ان شاء الله
http://yosefstranger.blogspot.com/2012/05/blog-post_26.html